تعد مشاركة المرأة في جميع مجالات الحياة ضرورة ملحة فهي تمثل نصف المجتمع بيولوجياً وسكانياً وتساهم مع الرجل في تحقيق أهداف التنمية بجوانبها المختلفة ، أن قضية تمكين المرأة ومدى مشاركتها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالمجتمع العراقي، يعد مشكلة بحثية تستحق البحث ، ذلك لما للمجتمع العراقي من سيسيولوجيا خاصة، فعندما نستذكر المجتمع العراقي، فيخطر إلى أذهاننا تلك التركة الاجتماعية المعقدة والمتشابكة، ذلك لأن هذا المجتمع يحمل في أرجائه كافة العناصر والطبقات الاجتماعية المختلفة ، ويأتي كل ذلك في ظل انعدام الدعم المعنوي وغياب دعم الحكومة لأحداث تأثيرات حقيقية على المستوى السياسي والثقافي والتنموي والاجتماعي ،فالتمكين لغة مأخوذ من مصدره تمكن (مكن) فيقال أن فلاناً تمكن عند الناس أي علا شأنه وتمكن من الشيء أي قدر عليه أو ظفر به، وتمكين المرأة يقصد به تلك العملية التي تصبح المرأة من خلالها واعية بالطريقة التي تؤثر من خلالها على علاقات القوة في حياتها فتكتسب الثقة بالنفس والقدرة على التصدي لعدم المساواة بينها وبين الرجل. ويشكل الحديث عن تمكين المرأة نقطة تقاطع ما بين ثقافة العزل والتهميش والتمييز وبين ثقافة النوع والمشاركة، فالثقافة السائدة كانت تحول المرأة إلى كائن محبط مهمش فاقد لأبسط حقوق الانسانية، غير أن عملية تمكين المرأة تفتح لها نوافذ وعي جديد بذاتها، وتهيئ المجتمع لخلق تصورات جديدة عن أدوارها في المجتمع.
جامعة بغداد / كلية الاعلام