تقييم الاثار الاقتصادية والبيئية والاجتماعية لبرنامج الإدارة المتكاملة للآفات الزراعية (IPM) في بساتين نخيل التمور في العراقمناقشة

تولى وزارة الزراعة إهتماما خاصاً لوقاية المحاصيل الزراعية من الآفات والأمراض  والحد من تأثيرها بهدف زيادة وتحسين الإنتاج الزراعى والعمل على نشر الأساليب الحديثة، وتبني سياسة المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية التي تصيب المحاصيل الرئيسة، إضافة إلى العمل على الحد من استخدام المبيدات الكيميائية وتجنباً للأضرار التي تسببها للبيئة وصحة الإنسان مما يسهم في إحداث نقلة نوعية في الإنتاج الزراعي كماً ونوعا. استهدفت الدراسة تحديد  تبني مزارعي النخيل لبرنامج الادارة المتكاملة للافات وكذلك العائد الاقتصادي من تبني مزارعي اشجار النخيل لبرنامج الادارة المتكاملة للافات و المخاطر البيئية التي تتعرض لها خمس فئات من المكونات البيئية  (الانسان، الحيوانات، الطيور،الاحياء المائية، الحشرات النافعة). شملت الدراسة على عينة عشوائية من اصحاب البساتين لأربع محافظات اساسية تم شمولها ببرنامج الادارة المتكاملة للآفات الزراعية في بساتين نخيل التمور، وهي (كربلاء المقدسة، بابل، واسط ، محافظة بغداد). من اجل تحقيق اهداف البحث. تم الحصول على البيانات الاولية من مصادرها الميدانية في ضوء استمارة استبانة اعدت لهذا الغرض، اذ تم جمع (340) استمارة لمزارعي النخيل للمحافظات الاربعة شكلت نسبة (4%) من مجتمع الدراسة وبطريقة المقابلة الشخصية. تضمنت الدراسة على نوعين من اساليب التحليل هما التحليل الوصفي والتحليل الكمي، يتضمن التحليل الوصفي استخدام بعض معايير النزعة المركزية وبعضاً من معايير التشتت، اذ تضمن اسلوب التحليل وصفا لكلاً من الخصائص الشخصية لأصحاب بساتين النخيل، العمليات الزراعية، ممارسات ادارة الآفات الزراعية، مدى تنفيذ برنامج الادارة المتكاملة للآفات الزراعية. اما التحليل الكمي فتضمن استخدام نماذج الاستجابة النوعية والمتغيرات الصورية، كذلك ﺍﻋﺘﻤﺩت الدراسة ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻭﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻜﺭﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺌﻭﻴـﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ﺍﻟﺤﺴﺎﺒﻲ، ﻭﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻱ، ﻭﻜﺫﻟﻙ استخدام ﻤﻘﻴﺎﺱ   (ﻟﻴﻜﺭﺕ ﺍﻟﺜﻼﺜﻰ). وتم تحديد ست نماذج بالاستناد الى برنامج IPM  (التوصيات الخاصة ببدائل المبيدات الكيمياوية والعمليات الزراعية التي يتم اعتمادها من قبل المزارعين لمكافحة افات النخيل حسب نوع الآفة). والنماذج هي (مبيدات صديقة للبيئة لمكافحة افة الدوباس، المصائد الفرمونية لمكافحة افة الحميرة، مبيدات صديقة للبيئة لمكافحة افة عنكبوت الغبار، مبيد صديق للبيئة لمكافحة افة الحميرة، المصائد الضوئية لمكافحة ورصد افة الحفارات، استخدام العمليات الزراعية في مكافحة الافات) اذ اظهرت النتائج ان مستوى التطبيق المتوسط هو الغالب في عينة الدراسة. وبينت الدراسة ان هنالك أﺜـﺭ أﻴﺠـﺎﺒﻰ لتطبيق المكافحة المتكاملة باستخدام بدائل المبيدات الكميائية و العمليات الزراعية في ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺁﻓﺎﺕ النخيل ﻋﻠﻰ (متوسط ﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ،التكاليف الكلية، صافي الربح) ﻟﻤﺤﺼﻭل التمور ﺒﻌﻴﻨﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺔ. وبينت الدراسة ايضاً ان درجة الخطورة تراوحت ما بين (1,8 – 3,8 درجة)  وهي درجة خطرة تقترب من اعلى فئة خطورة حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية للمبيدات الكيمياوية التي يتم استخدامها من قبل المزراعين في منطقة الدراسة للمحافظات الاربع ( كربلاء المقدسة، بغداد، بابل، واسط ) وللفئات البيئية الخمس ( الانسان، الحيوانات، الطيور، الاحياء المائية، الحشرات النافعة). وبينت الدراسة ان درجة الخطورة تراوحت ما بين (صفر – 2,2 درجة)  لبدائل المبيدات الكيمياوية التي يتم استخدامها من قبل المزراعين في منطقة الدراسة للمحافظات الاربع ( كربلاء المقدسة، بغداد، بابل، واسط ) وللفئات البيئية الخمس ( الانسان، الحيوانات، الطيور، الاحياء المائية، الحشرات النافعة). بينت الدراسة ان اعلى نسبة للتبني كانت لبدائل المبيدات الكيمياوية لافة الحميرة بنسبة تبني بلغت (75,2%) من مجموع العينة، وكانت ادنى نسبة للتبني لاستخدام المصائد الضوئية في مكافحة افة الحفارات بنسبة تبني بلغت ( 19,4%). وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من التوصيات منها ضرورة اصدارة قانون الزراعة العضوية الذي سيسهم في تكوين مزارع تعتمد على المكافحة النظيفة وكذلك اصدار تشريعات للقانون تسهم في رفع قيمة التمور المنتجة بالزراعة العضوية. كذلك اوصت الى زيادة دعم الدولة للبرامج والمشاريع التي تهدف الى تقليل الاعتماد على المبيدات الكيمياوية والاعتماد على البدائل التي تكون ذات مصدر خطورة قليل على الانسان و الفئات البيئة. والى دعم وتنفيذ البحوث الزراعية العلمیة في مجال المكافحة المتكاملة للافات والاستفادة من  مخرجاتها بما يخدم مشاكل بساتين النخيل وذلك من خلال الدراسات والبحوث الميدانية لنقل المشاكل المعوقات التي تواجه المزارعين وبالتالي محاولة ايجاد الحلول والمعالجات لتلك المشاكل.