في السنوات الأخيرة شهد العراق تزايدًا ملحوظًا في ظاهرة الاعتداء على الكوادر الصحية سواء كانوا أطباء أو ممرضين في المستشفيات الحكومية عموماً, أن هذه الظاهرة لا تؤثر فقط على سلامة وأمان العاملين في المجال الصحي في العراق بل تؤثر أيضًا على جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين مما يعرض النظام الصحي ككل للخطر ومن هذا المنطلق يلعب الإعلام دورًا حيويًا في الحد من هذه الظاهرة من خلال إطلاق حملات تثقيفية تهدف إلى نشر المعلومات الصحيحة وتصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالكادر الصحي وأهمية دورهم في المجتمع مما تعزيز هذه التوعية بيئة عمل آمنة للكوادر الصحية تجعلهم يؤدون واجبهم دون قلق وخوف من التعرض لأي اعتداء اثناء اداء الواجب الرسمي وتقديم الرعاية الصحية للمرضى في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية و العيادات الخاصة والمستشفيات الاهلية.
المحور الأول: دور الإعلام في التوعية الصحية.
تلعب وسائل الإعلام دورًا حيويًا في الحد من ظاهرة الاعتداء على الكوادر الصحية في العراق، وذلك من خلال عدة جوانب:
1. التوعية والتثقيف: يمكن لوسائل الإعلام أن تساهم في نشر الوعي حول حقوق الكوادر الصحية وأهمية دورهم في المجتمع. عن طريق نشر تقارير ومواد إعلامية توضح الضغوطات والصعوبات التي يواجهها العاملون في المجال الصحي، يمكن للمجتمع أن يكتسب فهمًا أعمق لحاجات هؤلاء الأفراد.
2. رصد وتوثيق الاعتداءات: يساعد الإعلام في توثيق حوادث الاعتداء على الكوادر الصحية، مما يساهم في بناء قاعدة بيانات يمكن استخدامها للضغط نحو اتخاذ إجراءات قانونية وإدارية تحمي العاملين في المجال الصحي.
3. التحقيقات الصحفية: يمكن للإعلام القيام بتحقيقات صحفية للكشف عن الحالات التي قد تتسبب في الاعتداء على كوادر الصحة، مثل نقص الموارد أو الأعداد وعدم وجود الحماية اللازمة، مما يسهم في تقديم حلول فعالة.
4. تعزيز الحوار المجتمعي: من خلال البرامج الحوارية وورش العمل، يمكن لوسائل الإعلام خلق فضاءات للنقاش حول أهمية دعم الكوادر الصحية وكيفية حماية حقوقهم.
5. التعاون مع الجهات الحكومية: يمكن للإعلام أن يلعب دور الوسيط بين المجتمع والحكومة، وبالتالي الضغط على السلطات لتنفيذ سياسات تحمي الكوادر الصحية وتحسن أوضاع العمل في المستشفيات والمراكز الصحية.
6. تسليط الضوء على قصص النجاح: من المهم أيضًا إبراز قصص النجاح والتفاني لمهنيي الصحة، مما يمكن أن يعزز من احترام المجتمع لهم ويحثهم على تقديم الدعم.
المحور الثاني: أهمية الحملات الإعلامية في توعية الجمهور بحقوق وواجبات الكوادر الصحية.
أن للحملات الإعلامية أهمية قصوا في توعية الجمهور حول حقوق وواجبات الكوادر الصحية حيث تهدف هذه الحملات إلى تحسين الفهم العام لدور هذه الكوادر وتعزيز احترامهم وتقديرهم تتضمن هذه الحملات عادةً:
1. تعريف الحقوق: توضح الحملات حقوق الكوادر الصحية، مثل حقوق الأمان في العمل، ظروف العمل المناسبة، والحق في التدريب والتطوير المهني. الهدف هو ضمان توفير بيئة عمل صحية وآمنة.
2. توضيح الواجبات: تسلط الضوء على مسؤوليات الكوادر الصحية، مثل تقديم الرعاية بأعلى معايير الجودة، الالتزام بالقوانين الأخلاقية، واحترام خصوصية المرضى.
3. التقدير والاحترام: تسعى الحملات إلى تعزيز احترام المجتمع للكوادر الصحية من خلال إبراز جهودهم وتضحياتهم، مما يساعد في تقليل السلوكيات السلبية تجاههم، مثل الاعتداءات اللفظية أو الجسدية.
4. التثقيف حول التواصل: تعزز الحملات أهمية التواصل الفعال بين الكوادر الصحية والمرضى، بما في ذلك كيفية التعبير عن المخاوف أو تقديم الملاحظات بطريقة بناءة.
5. الاستجابة للمشاكل: توفر الحملات معلومات حول كيفية التعامل مع الشكاوى أو المشاكل المتعلقة بالكوادر الصحية، بما في ذلك الإبلاغ عن أي تجاوزات أو انتهاكات بطريقة قانونية وآمنة.
6. التعاون مع وسائل الإعلام: تستخدم الحملات وسائل الإعلام المختلفة مثل التلفاز، الراديو، والصحف، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، للوصول إلى جمهور واسع وبناء صورة إيجابية حول دور الكوادر الصحية.
المحور الثالث: الاستراتيجيات التي يمكن أن يتبناها الإعلام العراقي للحد من ظاهرة الاعتداء على الكوادر الصحية.
