إن التطرف يعتبر من المشاكل والقضايا الرئيسية التي تهم المجتمعات المعاصرة بل وتهددها. حيث إن الفكر المتطرف هو ظاهرة اجتماعية بالدرجة الأولى مرتبطة بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية التي يعرفها أي مجتمع من المجتمعات.
ولكي نحكم على أي سلوك بأنه سلوك متطرف يجب أن يكون لدينا نموذج مثالي نحتكم إليه ، وهذا ممكن في حالة المجتمعات التي استقرت على تركيبات وسلوكيات اجتماعية راسخة في حياتها، أما المجتمعات التي تمر بتحولات كثيرة في فترات زمنية وجيزة فإنها تعاني من غياب أو غموض النموذج المثالي للسلوك فيقع الكثير من أفرادها في المحظور ويوصفون بالتطرف.
والتطرف يمكن أن يوجد في أي مجال من مجالات الحياة، فمثلاً هناك التطرف السياسي [أقصى اليمين أو أقصى اليسار] والتطرف العرقي، والتطرف الاجتماعي، والتطرف الديني. الخ وأيا كان الشكل الذي يأخذه التطرف فإنه يعد مغالاة في الرأي أو الفكر أو المعتقد.
إن أسباب التطرف كثيرة ومتعددة منها أسباب ذاتية وموضوعية أو أسباب اجتماعية ثقافية أو أسباب دينية وهي الغالبة في وقتنا الراهن. حيث إن التطرف الديني هو الكابوس الذي يتهدد العالم اليوم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، و هو موجود في كل الديانات و ليس مقتصرا على معتقد أو ديانة بعينها.