دورة تدريبي تخص علم التفاوض من وجهة تاريخية ، وشرح مفصل عن التفاوض السياسي بين القادة السياسين
وعرض النماذج عن عملية التفاوض معززة ببعض الادلة والصور
منذ القدم كان الحوار والنقاش بين الأفراد والجماعات فيما يتعلق بعلاقتهم الحياتية الوسيلة للتفاهم والتوافق وقد كانت المحادثات الشفوية الوسيلة الأولي للاتصال والتفاوض وتبادل الرأي في مختلف المواضيع والقضايا والمشاكل ، ففي الصلات والعلاقات الاجتماعية كالزواج مثلا - كانت المحادثات الشفوية ووساطة أطراف ثالثة من وسائل التفاوض الهامة لإتمام الزواج .
وفي العلاقات والمعاملات التجارية كانت المحادثات الشفوية وسيلة التفاوض والاولي في البيع والشراء والمقايضة بين سلعة واخرى
وفي المعاملات بين المجموعات البشرية في حروبها وصلحها كان التفاوض وسيلة لاقرار هدنة او عقد صلح او تكوين نوع من التحالف بين فريقين ضد الفريق الاخر ومع تقدم الانسان وظهور الحضارات القديمة العريقة اهتمت بتنظيم علاقاتها الخارجية واجراء المفاوضات ونجد ان المصريين والبابليين كانوا يعقدون المعاهدات الخاصة بالتحالف والصداقة
ومع نشوء الامم وظهور الدولة الحديثة بمؤسساتها السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية تطورت وتعقدت وتنوعت العلاقات بين الجماعات والمؤسسات والتكتلات المختلفة داخل الدولة الواحدة كما تطورت العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين الدول المختلفة
وفي ظل هذا التطور اصبح التفاوض سواء على المستوي المحلي او الاقليمي او الدولي أداة هامة في تسوية المشاكل وحل الخلافات وخنق ألازمات وإحلال الوفاق وفي العمل على زيادة التفاهم والتفاعل واقامة التوازن بين المصالح المختلفة وبين الآراء والمصالح المتباينة وبين الحقوق والواجبات
خصائص العملية التفاوضية
1 - اشتراك طرف او أكثر علي الأقل
2- وجود تضارب في المصالح بين الأطراف :
· بشان قضية واحدة
· بشان عدة قضايا
ولكن :
· رغم تضارب المصالح يجب أن يكون هناك قدر من الاشتراك في المصلحة يدفع الأطراف نحو التفاوض
3- دخول الاطراف في العلاقة التفاوضية بشكل طوعي وفي ظل افتراضين اساسيين :
· أنها ستجني اكثر من وراء دخولها في هذه العلاقة عما ستجنيه في حالة عدم دخولها
· ان تحدد المطالب التي ستدخل بها المفاوضات والحلول التي يمكن ان تقبلها في نهاية الامر وان تشعر انها ستكسب اكثر مما تخسر
4-العلاقة التفاوضية علاقة اعتماد متبادل حيث تتضمن :
· تقسيم او تبادل واحد او اكثر من الموارد ( الموضوعية )
· التاثير علي واحدة او اكثر من القضايا المعنوية ( الغير موضوعية )
· هذا يعني ان كل طرف يعتمد علي الاخر بالنسبة لنوعية النتائج التي سيخرج بها من العملية التفاوضية .
5- العملية التفاوضية عملية متتابعة وحية : أي انها تبدا بـ :
· بتقديم مطالب ومشاريع او مقترحا من طرف
· ثم يتم تقييمها ودراستها من الطرف الاخر
· ثم تقديم تنازلات او مشاريع مضادة
· ثم التوصل الي اتفاق
وخلال العملية التفاوضية يتمكن كل طرف من الحصول علي قدر اكبر من المعلومات حول موقف الطرف الاخر مما يساعد علي بلورة مشاريع مضادة وتطوير موقفهم التفاوضي بشكل أكثر دقة في ضوء هذه المعلومات .
أنواع التفاوض
أ) من حيث الأهداف :
1- تفاوض الكسب للجميع :
وهو اذا ما انتهجت الاطراف المتفاوضة مبدأ المصلحة المشتركة حيث يكون التركيز علي ما يحقق صالح الطرفين او الاطراف وفي هذا النوع من التفاوض تساعد الاطراف بعضها البعض علي العمل معا وبشكل تفاعلي وابتكاري للوصول الي حلول واتفاقات محددة يستفيد منها الجميع ويتضمن هذا ادراك الاطراف انه لابد من الوصول الي حلول وسط في قضايا التفاوض المتعثرة
2- تفاوض الكسب لطرف :
وهو اذا ما انتهجت احد الأطراف مبدأ الكسب علي حساب الأخر / الآخرين وتحقيق مصلحته في المقام الأول وهذا النوع عادة ما يحدث عندما لا يتحقق توازن في القوة بين الطرفين / الأطراف او سواء اختيار احد الأطراف لتوقيت التفاوض وحسن تعني هنا النظرة المستقبلية كثيرا والتي قد تتقلب فيها أوضاع موازين القوة
3- تفاوض لتسكين الأوضاع :
وهذا التفاوض يكون بهدف تسكين الأوضاع وربما تميعها أما لصعوبة البت فيها او لخفض مستوي حالة الصراع والتناحر لصالح مفاوضات مقبلة تكون الظروف اكثر موائمة لطرف ما او للطرفين معا
4- تفاوض للحسم السريع :
وهذا التفاوض يهدف الي حل او حسم قضية سريعا سواء لان عنصر الوقت يشكل عامل ضغط قوي علي احدي الاطراف او كلي الطرفين او لان القضية او المشكلة لا تمثل اهمية كبيرة وبالتالي يفضل عدم اضاعة كثير من الوقت حولها .