اشراف مديرة المركز الاستاذ الدكتورة الاء نافع جاسم نظم مركز احياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد صباح يوم الاثنين المولفق 24/1/2022 وعلى قاعته سمنار بعنوان (المنهج الادبي في كتاب أدب الكتاب للصولي (335هـ) ) القى السمنار أ.د.فاطمة زبار عنيزان التدريسية في مركزنا متحدثة عن دراسة الكتابة الأدبية ومناهجها له أهمية كبيرة في الثقافة العربية الإسلامية بصورة خاصة ،إذ يستطيع من خلالها الوصول إلى نتائج سليمة وأحكام ثابتة من غير أن يواكب مسيرة الكتابة نفسها كفن أساسي ولد في أحضان الحضارة العربية الإسلامية واخذ بالنمو والتطور إلى أن اصح منهجا وفنا قائم بذاته لأنه الأداة التي يمكن التعبير فيها عن الفكر وتسطيره،ومن رواد هذا المجال هو الصولي (ت335هـ)،الذي ولد في أحضان هذا الفكر الأدبي وصاغ منه وسائله الأدبية التي اعتمد فيها بالدرجة الأولى على القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والشعر وأراء اللغويين والنقاد والأدباء في المسائل التي كانت تطرح آنذاك للبحث،مرتبطة بعوامل كان لها أثرها على ثقافته يقف على رأسها طبيعة الحكم في الدولة العباسية التي كانت تغلب على أجوائها الاضطرابات السياسية والفتن والبطش والقتل وغيرها ،هذه الأمور دفعت الصولي إلى الاعتكاف والانشغال بالدراسة والتحليل مبتعدا عن الأجواء العامة للدولة وساعده الأمر كذلك تلك الخزانة العامرة لديه التي أمدته بما يحتاجه عند الدراسة والبحث. أما ماعمله من اجل تطوير منهجه في الكتابة فيمكن إرجاعه الى اعتماده على المادة الأساسية للكتابة وهي الروايات الشفوية قبل الإسلام على الرغم من وجود الأدلة على تدوين الرواية في تلك الحقبة الزمنية إلا إن تلك المرويات لايمكن عدها تأليفا أدبيا بمعنى البحث،واستمرت على نفس الحال في القرن الأول للهجرة وما تلاه من العصور التي شهدت التدوين وفق منهجيات سار عليها مؤلفوها إلى أن وصلت إلى القرن الثالث الهجري التي أفرزت لنا جملة من المؤلفين الذين صاغوا وأضافوا على ماتقدمهم ومنهم الصولي الذي وضف الروايات المختلفة ببراعة عرضا وتبويبا ناسبا كل رواية إلى صاحبها مع تركه التعليق للقارئ يحدد حكمه عليها مراعيا عناصر متعددة منها الأمانة والصحة والتثبت والدقة وغيرها من الأصول ونعزو تطور المنهج الأدبي على يده إذ كشف لنا عن أسلوب ومنهج جديدين في كتبة وتدوين الدواوين مرتبا إياها على حروف المعجم حسب قوافي القصائد ذاكرا اسمه إلى جانب دواوين شعراء كبار وبذلك يكون اسمه طغى على أسماء غيره من الأدباء الذين عنوا بجمع الدواوين قبله مسهلا في ذلك عملية البحث بالنسبة إلى كثير من الأدباء،وبذا تكون الكتابة الأدبية ابرز أعمال الصولي ولم يكن هذا العمل سهلا .وفي الختام شكرت مديرة المركز المحاضرة متمنية ً لها الموفقية والنجاح.