يُعد الاتزان الانفعالي (Emotional Stability) أحد أهم الركائز التي يقوم عليها العمل التمريضي، حيث يواجه الممرضون والممرضات يومياً ضغوطاً هائلة تتراوح بين التعامل مع الحالات الحرجة، الموت والفقد، وضغوط العمل المستمرة.
إليك نظرة شاملة حول مفهوم الاتزان الانفعالي لدى الكوادر التمريضية وأهميته وكيفية تعزيزه:
الاتزان الانفعالي ليس مجرد "هدوء"، بل هو قدرة الممرض على التحكم في انفعالاته واستجاباته في اللحظات الضاغطة. وتكمن أهميته في:
جودة الرعاية الصحية: الممرض المتزن يتخذ قرارات سريرية دقيقة بعيداً عن التوتر أو الهلع، مما يقلل من احتمالية الأخطاء الطبية.
العلاقة مع المرضى: القدرة على إظهار التعاطف دون الانغماس العاطفي الكلي (Empathy vs Sympathy)، مما يحمي الممرض من الاحتراق النفسي.
بيئة العمل: يساهم الاتزان في تقليل الصراعات مع الزملاء والأطباء، ويعزز روح العمل الجماعي.
هناك عدة تحديات قد تهز هذا الاتزان، منها:
| عوامل شخصية | عوامل بيئية (في العمل) |
|---|---|
| الخبرة وسنوات العمل | ضغط العمل ونقص الكادر |
| السمات الشخصية والمرونة النفسية | التعامل مع حالات الوفاة المفاجئة |
| الدعم الاجتماعي من الأسرة والأصدقاء | طول ساعات المناوبات والارهاق الجسدي |
للحفاظ على الثبات الانفعالي، يمكن للممرضين اتباع الخطوات التالية:
الوعي الذاتي (Self-Awareness): إدراك الممرض لمسببات غضبه أو توتره مبكراً ومحاولة إدارتها قبل أن تخرج عن السيطرة.
التفريغ النفسي (Debriefing): التحدث مع الزملاء أو المشرفين بعد الحالات الصعبة أو الحوادث المؤلمة لتفريغ الشحنات العاطفية.
إدارة الوقت والجهد: تنظيم المهام اليومية وأخذ فترات راحة قصيرة (حتى لو لدقائق) لاستعادة التوازن الذهني.
الفصل بين العمل والحياة الشخصية: ممارسة تقنيات الاسترخاء أو الرياضة بعد انتهاء الدوام لضمان عدم نقل ضغوط المستشفى إلى المنزل.
لا يقع العبء على الممرض وحده، بل يجب على المستشفيات توفير:
دورات تدريبية في الذكاء الانفعالي.
بيئة عمل تدعم الصحة النفسية وتقلل من الوصمة المحيطة بطلب المساعدة النفسية.
توزيع عادل للمهام لتقليل الإجهاد المزمن.