تؤثر المخدرات على جسم الإنسان من خلال آلية معقدة تبدأ من الجهاز العصبي المركزي وتنتشر لتشمل كافة الأعضاء الحيوية. إليك تفصيل دقيق لهذه الآلية:
يعتمد التأثير الأساسي للمخدرات على محاكاة أو تعطيل النواقل العصبية (المواد الكيميائية التي تنقل الرسائل بين الخلايا العصبية).
التشابه الكيميائي: بعض المخدرات (مثل الماريجوانا والهيروين) لها تركيب كيميائي يشبه النواقل العصبية الطبيعية، مما يجعل الدماغ يستقبلها وكأنها رسائل طبيعية، لكنها تنقل رسائل "غير طبيعية" تؤدي إلى خلل في الإدراك.
إغراق الدماغ بالدوبامين: تحفز معظم المخدرات إفراز كميات هائلة من الدوبامين (هرمون السعادة والمكافأة). في الحالة الطبيعية، يُفرز الدوبامين بنسب بسيطة عند الأكل أو النجاح، لكن المخدرات تفرزه بتركيزات تفوق الطبيعي بعشرة أضعاف، مما يخلق شعوراً زائفاً بالنشوة (Euphoria).
تعطيل "إعادة الامتصاص": بعض المنشطات (مثل الكوكايين) تمنع الدماغ من إعادة امتصاص الدوبامين، مما يجعله يتراكم بين الخلايا العصبية ويسبب استثارة مفرطة ومستمرة.
بمجرد دخول المادة المخدرة إلى الدورة الدموية، تبدأ في تدمير أنظمة الجسم المختلفة:
| العضو / الجهاز | نوع التأثير والآلية |
|---|---|
| القلب والأوعية | زيادة مفاجئة في ضربات القلب وضغط الدم (المنشطات)، أو تباطؤ شديد قد يؤدي لتوقف القلب (المسكنات والأفيونات). |
| الكبد | يعمل الكبد كمصفاة للسموم؛ التعاطي المستمر يؤدي إلى تليف الكبد وفشل وظائفه نتيجة الإجهاد الكيميائي المستمر. |
| الجهاز التنفسي | تسبب بعض المخدرات (مثل الهيروين) تثبيطاً لمركز التنفس في الدماغ، مما قد يؤدي إلى الاختناق والوفاة أثناء النوم. |
| الجهاز الهضمي | فقدان الشهية الحاد، قرح المعدة، واضطرابات في عملية التمثيل الغذائي مما يؤدي للهزال. |
مع التكرار، تحدث آلية تسمى "التحمل" (Tolerance):
تغيير المستقبلات: يبدأ الدماغ في تقليل عدد مستقبلات الدوبامين لحماية نفسه من الإغراق الكيميائي.
فقدان السعادة الطبيعية: يصبح المتعاطي غير قادر على الشعور بالمتعة من الأشياء الطبيعية (الأكل، الهوايات) ويحتاج لجرعات أكبر من المخدر فقط ليشعر بـ "الطبيعية".
التلف الفيزيائي: بمرور الوقت، تتقلص المادة الرمادية في الدماغ، مما يؤثر على القدرة على اتخاذ القرار، الذاكرة، والتحكم في السلوك.