تطورت ظاهرة التسول بتطور التكنولوجيا، لينتقل من أرصفة الشوارع إلى شاشات الهواتف الذكية تحت مسمى "التسول الإلكتروني". هذه الظاهرة أصبحت تعتمد على استدرار عواطف الناس عبر منصات التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تيك توك، واتساب) لجمع الأموال بطرق غير مباشرة.
إليك نظرة تحليلية لهذه الظاهرة:
لا يتخذ التسول الإلكتروني شكلاً واحداً، بل يتلون حسب المنصة والجمهور:
الرسائل المباشرة: إرسال رسائل خاصة (DM) تحكي قصصاً مأساوية عن مرض أو ديون أو طرد من المنزل، مع إرفاق صور (غالباً ما تكون مزيفة أو مسروقة) لتقارير طبية.
البث المباشر (Live): يظهر البعض في وضعيات مزرية على منصات مثل "تيك توك" لطلب "الهدايا" والدعم المادي المباشر.
حملات التبرع الوهمية: إنشاء صفحات تدعي جمع التبرعات لبناء مساجد، كفالة أيتام، أو مساعدة قرى فقيرة، دون أي غطاء قانوني أو مؤسسي.
استغلال الأطفال وكبار السن: تصويرهم في حالات ضعف لاستجداء التعاطف وحصد المشاهدات التي تتحول لاحقاً لأرباح مادية.
هناك عدة أسباب جعلت هذه الظاهرة تنتشر كالنار في الهشيم:
اتساع الرقعة الجغرافية: يمكن للمتسول الوصول لآلاف الأشخاص حول العالم بضغطة زر واحدة.
إخفاء الهوية: يمنح الإنترنت نوعاً من "الستر" أو التخفي، مما يشجع البعض على ممارسته دون الشعور بالخجل الاجتماعي المرتبط بالتسول في الشارع.
سهولة الدفع: بفضل المحافظ الإلكترونية (E-wallets) والتحويلات البنكية السريعة، أصبح من السهل إرسال مبالغ صغيرة بانتظام.
غياب الرقابة الصارمة: يصعب أحياناً ملاحقة الحسابات الوهمية أو التأكد من مصداقية القصص المنشورة.
ضياع أموال الخير: تذهب التبرعات لغير مستحقيها، مما يحرم المحتاجين الحقيقيين الذين يتعففون عن السؤال.
النصب والاحتيال: غالباً ما تُستخدم هذه الأموال لتمويل نشاطات غير قانونية أو ببساطة لإثراء المحتالين.
تشويه صورة العمل الخيري: تؤدي كثرة الخداع إلى فقدان الثقة بين أفراد المجتمع، مما يجعل الناس يترددون في مساعدة الحالات الإنسانية الصادقة.
لتجنب الوقوع في فخ الاحتيال، يُنصح باتباع الآتي:
التبرع عبر القنوات الرسمية: وجه زكاتك وصدقاتك للجمعيات والمؤسسات الخيرية المعتمدة في دولتك.
التدقيق في القصص: لا تنجرف وراء العواطف؛ ابحث عن دلائل حقيقية وتجنب الاستجابة للرسائل المجهولة.
تبليغ المنصات: استخدم خاصية "الإبلاغ" (Report) عند مصادفة حسابات مشبوهة لإغلاقها.