تعبيرك عن أن "المرأة العاقر متهمة بجريمة مبهمة" يلمس وتراً حساساً ومؤلماً في الموروث الاجتماعي. فكأن المجتمع يضعها في قفص الاتهام ويطالبها بالاعتذار عن قدر لم تملكه، أو كأن عدم الإنجاب "خطيئة" خفية تعاقب عليها بالنظرات أو الكلمات الجارحة.
إليك نظرة تحليلية لهذه القضية من زوايا مختلفة:
المجتمع أحياناً يربط قيمة المرأة بخصوبتها فقط، وعندما يغيب "الطفل"، يبدأ الآخرون في نسج اتهامات غير معلنة:
الشعور بالنقص: يتم إشعارها بأن أنوثتها أو دورها في الحياة "غير مكتمل".
النظرة الشفوقة الجارحة: تحولها من إنسانة كاملة إلى ضحية دائمة أو مثار للشفقة، وهي تهمة معنوية ثقيلة.
العزل الاجتماعي: استبعادها من أحاديث الأمهات أو المناسبات التي تخص الأطفال، وكأنها لا تنتمي لهذا العالم.
القدر مقابل الإرادة: العقم هو حالة بيولوجية (قدرية)، ومع ذلك تُحاكم المرأة عليها وكأنها "قرار" اتخذته لإيذاء الآخرين.
إغفال دور الرجل: تاريخياً واجتماعياً، كان اللوم يقع دائماً على المرأة، رغم أن العلم أثبت أن أسباب تأخر الإنجاب موزعة بالتساوي تقريباً بين الرجل والمرأة.
الخروج من دور "المتهمة" يتطلب تغييراً في الوعي الذاتي أولاً ثم المجتمعي:
تعريف الذات: المرأة كيان مستقل، مبدعة، عاملة، شريكة، وصديقة. وجود طفل هو "إضافة" للحياة وليس "شرطاً" لاستحقاق الحياة.
مواجهة التوقعات: رفض "نظرة الاتهام" من خلال النجاح في مجالات أخرى وإثبات أن الأمومة هي شعور وعطاء (يمكن ممارسته مع الأيتام، الأقارب، أو المجتمع) وليست مجرد عملية بيولوجية.