يُعد تحقيق الأمن الغذائي من الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إليها الدول، لما له من ارتباط وثيق بالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.تُعد منتجات الدواجن، من لحوم وبيض، من أهم مصادر البروتين الحيواني في تغذية الإنسان، نظرًا لقيمتها الغذائية العالية وانخفاض تكلفتها مقارنة باللحوم الحمراء، فضلاً عن إلى كفاءتها العالية في تحويل الغذاء (الشمري وآخرون، 2019). وقد دفعت هذه المزايا العديد من المستثمرين والمزارعين إلى الاتجاه نحو مشاريع تربية الدواجن، لما تتميز به من سرعة في دورة رأس المال وقلة المخاطر النسبية.في العراق، بدأت صناعة الدواجن بشكل مكثف وحديث نسبيًا في أواخر الستينيات من القرن الماضي، ففي عقد السبعينيات إنشئت ثلاثة معامل كبرى موزعة في شمال ووسط وجنوب البلاد، أشرفت على تطوير العديد من المشاريع الحديثة لإنتاج فروج اللحم وبيض المائدة. تؤدي العمليات التسويقية لمنتجات الدواجن، وبالأخص فروج اللحم، دورًا محوريًا في إيصال المنتج إلى المستهلك بجودة عالية وسعر مناسب. ومن هنا تبرز أهمية دراسة الكفاءة التسويقية لهذه المنتجات، والتي تُعد مقياسًا لمدى فاعلية النظام التسويقي في تقليل التكاليف وزيادة العوائد وتحقيق التوازن بين العرض والطلب. إذ يرتبط تسويق المنتجات الزراعية ارتباطًا وثيقًا بالعملية الإنتاجية، بل إن بعض الاقتصاديين يرون أن التسويق يجب أن يسبق الإنتاج، نظرًا لدوره في توجيه قرارات الإنتاج نحو تلبية متطلبات السوق.تتداخل العمليات الإنتاجية والتسويقية بشكل كبير، وهو ما يجعل من الضروري دراسة الكفاءة التسويقية من منظور شامل
كلية علوم الهندسة الزراعية\ جامعة بغداد \ قسم الاقتصاد الزراعي
