في القرن العشرين زادت الدعوة الى وجود ديانات الإبراهيمية؛ وبسبب انبهار بعض المفكرين بتطور المعرفي الغربي, برزت فئات دعت إلى تطبيق التعددية في فهم النّصوص الدينيّة بحجة الحق والخلاص متوافر في جميع الاديان, ولقد اشتغل كثير من المؤلفين بها, وأنتجوا دراسات لم تفرق بين الوضعي وإلهي، وعليه لدينا مجموعة من تساؤلات عن التعددية الدينية, وهي: هل يمكن تطويع نظرية التعدد على الاديان؟ وما هي مباني التعددية الدينية والنظريات المرتبطة بها؟ وكيف نميّز بين التعددية الدينية والتعايش السلمي في الاديان؟ وما موقف الشريعة الاسلامية من التعددية الدينية؟
وبعد النظر في نظرية التعددية الدينية وجدنا مدى التخبط الذي وقع فيه بعض المفكرين, وعليه يمكننا هو:
- تعد التعددية الدينية مصطلح كنسي غربي الولادة على يد جون هيك, ثم انتقل دخيلاً الى الفكر العربي الاسلامي على يد عبد الكريم سروش الذي جعل التعددية الدينية والتعايش السلمي وجهين لعملة واحدة!!!
- هناك اشكالية مضطربة في تأصيل التعددية على الاديان, فمن دعا الى تطويع هذه النظرية الفلسفية على فهم النص القرآني لم يفصل بين الفلسفة والدين, فغاية الفلسفة الحقيقة, وغاية الدين الطاعة والتقوى, والذي يثير الاستغراب قبولها, فكان اولى منهم ردّها, والاجابة عن مبانيها.
- ان مباني التعددية الدينية ( الحقانية, والخلاص) تتعامل مع التناقضات, فمن المعلوم لا يجتمع نقيضان, وفي الوقت ذاته تبنت التعددية الدينية مبنى اجتماع الحق والباطل في جميع الاديان ولا يوجد بينها دين واحد حق محض ومسألة الخلاص متوافرها في جميع الاديان!