تعد السدود التي تقام على الانهار ومجاري المياه والوديان ذات فوائد كبيرة اذ تنشأ بغية السيطرة على الفيضانات واستخدام المياه المخزونة لتلبية الاحتياجات المائية على مدار السنة للقطاعات المستخدمة للمياه كافة وفي مقدمتها القطاع الزراعي ، وللشرب وتوليد الطاقة الكهربائية وتطوير السياحة من خلال توفير مواقع جذابة ومريحة للساكنين وللمواطنين الراغبين في التواجد عندها، كما تساهم السدود في تحسين البيئة والمناخ في المناطق المحيطة ببحيراتها بالاضافة الى تحسين الوضع المعاشي للسكان من خلال فرص عمل تهيأ لها في المشروع اضافة الى استغلال الثروة السمكية وتحسين الواقع الزراعي .
اذ انه اضافة الى السدود الكبيرة المقامة على نهري دجلة والفرات والتي خدمت العراق لعقود طويلة وعالجت مواسم الشحة والفيضان خلال هذه العقود فان الاتجاه قائم حالياً لتحقيق الاحتفاظ باكبر كمية من المياه وذلك باجراء الدراسات والتصاميم اللازمة لبناء سدود في عدد من محافظات العراق التي يمكن تنفيذ السدود فيها ، سواء أكانت سدوداً صغيرة ام سدوداً كبيرة، ومن هذه الدراسات سدود في محافظة العمارة وفي الصحراء الغربية وفي المنطقة الشرقية ودراسات اخرى لعدد من سدود صغيرة في كركوك والسليمانية ودهوك واستمرار التفكير لدراسة سدود اخرى في الباديتين الوسطى والجنوبية.
ومن المهم ان نذكر ان الامطار لا تتساقط باستمرار وليست مضمونة بل تحدث في مناطق كثيرة زوابع رعدية عاصفة تجلب معها امطاراً غزيرة تحدث من جرائها سيول عارمة احياناً فمنها ما يصل الى الانهار ومنها ما يتسرب الى باطن الارض ومنها ما يخزن في السدود سوءاً اكانت سدوداً كبيرة او صغيرة وفي كل الاحوال يسمى الخزن في هذه السدود (حصاداً للمياه).
إن الاهتمام ببناء السدود لابد ان يرافقه التقنين التام والاستخدام المنضبط والعقلاني للمياه باستخدام الطرق الحديثة في الارواء كالري بالرش وبالتنقيط، وعدم الركون كلياً الى الاساليب المعتمدة حالياً لان الزيادة السكانية مستمرة والماء المطلوب ليس للزراعة فقط وانما للاستخدامات المختلفة الاخرى اي بمعنى الاقتصاد التام باستخدام المياه حتى لو كان الماء متيسراً بوفرة.
