((اشكال الضغوط النفسية وعلاقتها بالاستجابة آو الرفض لدى الطلبة الجامعيين )) ورقة بحثية مقدمة الى وحدة الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي أ. د جعفر شهيد هاشم إن الضغط النفسي الذي يتعرض له الطالب في الجامعة هي قضية أساسية خاصة وأنها تؤثر بنحو ٍكبير على تركيزه وأدائه الدراسي، ومن أهم العلامات التي تدل على أن الطالب يعاني من ضغط نفسي الآتي: - علامات جسدية مثل (التعب العام، الصداع، وزيادة خفقان القلب، وآلام في الرقبة وأسفل الظهر). - أعراض القولون العصبي ككثرة الغازات وانتفاخ البطن وسوء الهضم والإسهال أو الإمساك أو حدوثهما بالتوالي. القلق وكثرة التفكير وانشغال البال. - اضطراب في النوم وكوابيس مزعجة. - العصبية وكثرة المشاجرات لأتفه الأسباب. - الحساسية الزائدة والرغبة في البكاء. - صعوبة التركيز. - زيادة التدخين. عدم الرغبة في الاختلاط مع الآخرين ومشاركتهم. مفهوم الضغط النفسي : تختلفت تعريفات الضغط النفسي باختلاف الاتجاه والمحددات والمجالات التي يعالجها كلُّ تعريف على حدة، فبعض التعريفات اعتمدت على التركيز على عامل المثير الخارجي، وبعضها الآخر اعتمدت على معالجة الاستجابات للمثيرات المختلفة، وهناك تعريفات قامت أيضاً على دراسة عامل المثير والاستجابة معاً. عرّف معجم التحليل النفسي مصطلح الضغط النفسي على أنّه جميع العوامل الخارجيّة التي تضغط على الحالة النفسيّة للفرد لدرجة تجعله في حالة من التوتر والقلق والتأثير السلبي في قدرته على تحقيق التكامل والتوازن في شخصيته، بالإضافة إلى فقدان الاتزان الانفعالي وظهور أنماط سلوكية جديدة، وتظهر هذه الضغوط عند مواجهة الفرد أمراً ملحّاً يتوجّب الاستجابة الصحيحة له أو مطلباً لا يملك القدرة الكافية لتلبيته، أو أنه يقع خارج حدود استطاعته، كما عرّف الكثير من العلماء مصطلح الضغوط النفسية كالآتي: عرّفها العالم لازاروس: بأنها مجموعة من المثيرات التي تصيب الفرد، ومحصّلة الاستجابات المترتّبة عليها، بالإضافة إلى مستوى الخطر الذي يقوم الفرد بوضعه وتقديره للمثير، والأساليب والاستراتيجيات التي تساعد على عملية التكيف مع كافة أشكال الضغوط، والطرق الدفاعية النفسية التي تستدعي استخدامها في الظروف المختلفة. تعريف العالم ولتر جملش: هي التوقعات والأفكار المُسبقة التي تتكوّن عند الفرد تجاه عجزه أو عدم قدرته على إظهار الاستجابات المناسبة للمثيرات التي قد يتعرّض لها، أو الآثار الجانبيّة والأعراض التي تنتج عن الاستجابات غير الصحيحة والخاطئة. تعريف العالم جيمس كويك وجوناثان كويك: الضغوط النفسيّة هي الاستجابات التي تشمل حالة اللاشعور التي يمرّ بها الفرد، حيث تتطلب منه استنزاف واستنفار كافة أشكال الطاقة الطبيعيّة في جسم الإنسان لتهيئته لمواجهة الظروف الصعبة. ومن الممكن تعريف الضغوط النفسية أيضاً على أنها مزيج من ثلاثة عوامل مهمة؛ وهي البيئة الخارجيّة التي يعيش فيها الفرد، والمشاعر والأحاسيس السلبيّة التي تسيطر على الفرد، بالإضافة إلى مجموعة الاستجابات الجسميّة الفسيولوجيّة الصادرة عنه، لتظهر بذلك الضغوط النفسيّة عند تفاعل هذه العوامل مع بعضها بطرائق خاصة، لتُنتج بدورها حالات القلق والاكتئاب والتوتر التي تسيطر على ذات الفرد ونفسيته . أنواع الضغط النفسي : تختلف أنواع الضغوط النفسية باختلاف مسبباتها وقوتها من حيث التأثير وسنجمل أهم أنواع الضغط النفسي وهي : 1- الضغوط في المواقف المُهدّدة للحياة: وتتمثّل هذه الضغوط بتعرّض الإنسان لأشياء أو مواقف قد تؤذيه وقد تُهدّد حياته، وعندها يستجيب الإنسان بالهروب أو المواجهة، ولعلّ هذا ما يُفسر أهمية الضغط النفسي في هذه الحالة لحماية النفس وإنقاذها. 8- الضغط البيئي: ويكون الضغط النفسي في هذه الحالة كرد فعل تجاه الأشياء الموجودة حول الشخص والتي تُسبّب له الإجهاد، ومثال ذلك الازدحام، والضوضاء، وضغوط العمل والأسرة. ج- الضغوط الداخلية: وتتمثل الضغوط الداخلية بقلق الإنسان وتوتره تجاه الأشياء التي لا تستحق التوتر والقلق، أو معاناته من استمرار التفكير والشعور بالقلق تجاه الأشياء التي لا يمكنه السيطرة عليها أو القيام بتصرف تجاهها، ولعل هذه الضغوط هي الأكثر قابلية للعلاج والحلّ. د- الضغوط الناتجة عن الإنهاك في الدراسة والعمل: هناك مجموعة من الأمور المتعلقة بالعمل، أو المدرسة، والتي قد تسبب الضغط النفسي، ومنها: العمل لفترات زمنية طويلة. وعدم تعاون أعضاء التدريس مع الطلبة والقيام بالأعمال الصعبة. الإستجابة للضغط النفسي : الأفراد قد يستجيبون للضغط بطرق مختلفة فبعضهم يتكيف مع الضغط فيما يتجنبه آخرون وذلك يرجع إلى وجود عوامل وسيطة أو ناقلة للضغط وهي العوامل التي تقوم بإضعاف أو تأكيد العلاقة بين مصادر الضغط والنتيجة، وتشمل هذه العوامل العمر، الجنس، السمات الشخصية والعادات وبالرغم من الاختلاف الواضح في الطرق التي يسلكها الطلاب مع الضغط الناجم من ظروف الدراسة إلا أن أغلب الأبحاث حول نتائجه قد ركزت على أثاره السلبية وهناك طرق عديدة لتصنيف النتائج السلبية للضغط، ولعل أكثرها شيوعا هي الآثار السلوكية النفسية والتنظيمية. إذا تجاوز الضغط المستوى العادي فإنه ستظهر ردود فعل سلوكية تشمل كل من القلق، العدوان، الملل الاكتئاب. إضافة إلى الإرهاق والتوتر، ومن الممكن أن تحدث مرة أخرى. كما أكدت الأبحاث" على أن العلاقة بين الضغط والدراسة معقدة إلى أبعد الحدود، فمن الممكن أن يكون للضغط أثر سلبي أو إيجابي على الأداء أو قد لا يكون له أي أثر، فحينما يكون الضغط منخفضا فإن الطلاب سيحافظون على مستويات أدائهم العالية، وبذلك ينعم النشاط لأداء أكثر، أما في مستويات الضغط المنخفضة إلى المتوسطة فإنه من المؤكد أن الطلاب سيقعون تحت تأثير حافز لتحسين مستويات أدائهم، وفي هذه الحالة يعتبر الضغط محركا للأداء الأحسن، غير أن العامل الحاسم في هذه المعادلة يتمثل في الفترة الزمنية التي من الممكن أن يتحمل الطالب فيها هذه الظروف الضاغطة. مقابل ذلك فإنه إذا ارتفعت مستويات الضغط يمكن أن ينخفض الأداء بصورة واضحة، وهذا الوضع يحدث في حالة تكريس الشخص قدرا كبيرا من طاقته للتخقيف من حدة الضغط أكثر من توجيه جهده نحو الأداء الأفضل، أما إذا طال أمد الضغط المرتفع فإن الطلاب يحسون بضرورة إجراء تغييرا قبل أن يصيبهم الانهيار، وقد تظهر في هذه المرحلة أنماطا سلوكية سلبية مثل: الانسحاب، الغضب، التدخين.. الخ . في حين هناك تمط سلوكي آخر لتخفيف حدة الآثار النفسية هو الفيزيولوجية وتتمثل في الغياب أساسا والتي يعبر عنها عادة بأنها آلية دفاعية يستخدمها العامل للتخفيف من حدة الضغط الواقع عليه. هذا وأن المستوى العال من القلق يعمل على التقليل من قدرة الطالب على التركيز وتعمل على تدني مستواه بوجه عام، وقد تؤدي إلى التعب وفقدان الرغبة في الاداء ككل وبالتالي تؤدي إلى الإبات النفسي وما يتبعه .