ورشة تعريفية عن آلية اختيار العنوانات المناسبة للتخصص مع مراعاة حاجة السوق
لا شك ان اي جهد علمي يقترن بمجموعة من الإجراءات البحثية تبدأ من مرحلة اختيار مشكلة البحث والتعرف على ابعادها وتثبيت حدودها الجغرافية و الزمنية بصورة دقيقة ومن ثم اختيار العنوان الذي يعبر عن محتوى ذلك الجهد وماهية المشكلة وصولا إلى نتائج علمية تحل مشكلة البحث موضع الدراسة . فالعنوان هو المرآة لأي بحث علمي او جهد اكاديمي، وهو الذي سيترجم في مضمون الفهرس والمقدمة ومحتويات الرسالة او الاطروحة والملخص وعلى أساسه يحدد القارئ فيما إذا كان سيطلع على هذا الجهد العلمي من عدمه .
وهنا لابد ان تتوافر اليات ومعايير علمية تناسب الدراسة الاكاديمية طبقا لما تقتضيه منهجية البحث العلمي واصوله في الدراسات التاريخية بما يحقق الرصانة والاصالة.
يأتي اختيار عنوان الدراسة في أولى المراحل التي يتوجب على الباحث القيام بها، ويجدر به الانتباه إلى أهميته وتميزه من الجانب الموضوعي والذاتي، كما يجدر به التمهل في هذه المرحلة؛ حتى لا يضطر إلى تغيير الموضوع مستقبلا و في الوقت الذي يحرص فيه الطالب على ان يكون عنوان دراسته المقترح حديثا وغير مستهلك لابد ان يتحلى بصفات الفهم الدقيق للمعارف والأفكار الرئيسية للموضوع. فعلى الطالب ان يكون ملما بما وصلت اليه الدراسات السابقة وما توقفت عنده ليكون قادرا على اختيار عنوانا اصيلا لموضوع يستحق البحث والدراسة لاسيما مع توفر المادة العلمية . وبغية التجديد في موضوعات البحث التاريخي وتقديم ما يناسب حاجة السوق من مصادر جديدة للمعرفة على الطالب ان يكون مهتما بالمشكلات التي تهم الرأي العام والبحث في الجذورالتاريخية للمشكلات المعاصرة التي يفرضها الواقع الراهن .